مغلظا لا تطيقوه ، قوله ـ سبحانه ـ : (وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ) يعنى عن الأشياء حين ينزل بها قرآنا (تُبْدَ لَكُمْ) تبين لكم (عَفَا اللهُ عَنْها) يقول عفا الله عن تلك الأشياء حين لم يوجبها عليكم (وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) ـ ١٠١ ـ يعنى ذو تجاوز حين لا يعجل بالعقوبة ، ثم قال ـ عزوجل ـ (قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ) يقول قد سأل عن تلك الأشياء (مِنْ قَبْلِكُمْ) ، يعنى من بنى إسرائيل فبينت لهم (ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ) ـ ١٠٢ ـ وذلك أن بنى إسرائيل سألوا المائدة قبل أن تنزل فلما نزلت كفروا بها. فقالوا : ليست المائدة من الله. وكانوا يسألون أنبياءهم عن أشياء فإذا أخبروهم بها تركوا قولهم ولم يصدقوهم فأصبحوا بتلك الأشياء كافرين. قوله ـ سبحانه ـ : (ما جَعَلَ اللهُ) حراما (مِنْ بَحِيرَةٍ) لقولهم إن الله أمرنا بها نزلت فى مشركي العرب منهم قريش ، وكنانة ، عامر بن صعصعة ، وبنو مدلج والحارث وعامر ابني عبد مناة ، وخزاعة وثقيف ، أمرهم بذلك فى الجاهلية عمرو بن ربيعة بن لحى [١٠٩ ب] بن قمعة بن خندف (١) الخزاعي ، فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : رأيت عمرو بن ربيعة الخزاعي رجلا قصيرا أشقر له وفرة يجر قصبه فى النار يعنى أمعاءه ، وهو أول من سيب السائبة ، واتخذ الوصيلة ، وحمى الحامى ، ونصب الأوثان حول الكعبة ، وغير دين الحنيفية فأشبه الناس به أكثم بن لجون الخزاعي فقال أكثم : أيضرنى شبهه يا رسول الله؟ قال : لا ، أنت مؤمن وهو كافر. والبحيرة الناقة إذا ولدت خمسة أبطن فإذا كان الخامس سقيا وهو الذكر ذبحوه للآلهة فكان لحمه للرجال دون النساء ، وإن كان الخامس ربعة يعنى أنثى شقوا أذنيها. فهي البحيرة ، وكذلك من البقر لا يجز لها وبر ولا يذكر اسم الله عليها أن ركبت أو حمل عليها ولبنها للرجال
__________________
(١) فى أ : خندف ، ل : جندف.