العرب (تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ) فى كتابه من تحليل ما حرم (١) من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام (وَإِلَى الرَّسُولِ) محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا) من أمر الدين فإنا أمرنا أن نعبد ما عبدوا يقول الله [١١٠ أ] عزوجل : (أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ) يعنى فإن كان آباؤهم (لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً) من الدين (وَلا يَهْتَدُونَ) ـ ١٠٤ ـ له ، أفتتبعونهم؟ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان لا يقبل الجزية إلا من أهل الكتاب فلما أسلم العرب طوعا وكرها قبل الجزية من مجوس هجر فطعن المنافقون فى ذلك فنزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) (٢) يقول اقبلوا على أنفسكم فانظروا ما ينفعكم فى أمر آخرتكم فاعملوا به (لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَ) من أهل هجر نزلت فى رجل من أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ) ـ عزوجل ـ (مَرْجِعُكُمْ) فى الآخرة (جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ـ ١٠٥ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) نزلت فى بديل بن أبى مارية مولى العاص بن وائل السهمي كان خرج مسافرا فى البحر إلى أرض النجاشي ومعه رجلان نصرانيان أحدهما يسمى تميم بن أوس الداري وكان من لخم ، وعدى بن بندا (٣) ، فمات بديل وهم فى البحر فرمى به فى البحر ، قال : (حِينَ الْوَصِيَّةِ) وذلك أنه كتب وصيته ثم جعلها فى متاعه ثم دفعه إلى تميم وصاحبه وقال لهما : أبلغا هذا المتاع إلى أهلى فجاءا ببعض المتاع وحبسا جاما من فضة مموها بالذهب فنزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ
__________________
(١) هكذا فى أ ، ل. والمراد وما حرم باطلا وافتراء.
(٢) ورد ذلك فى أسباب النزول للواحدي : ١٢١.
(٣) فى ل : زيد ، أ : بندا.