وعشرين مكتلا (١) فآمنوا عند ذلك بعيسى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وصدقوا به ، ثم رجعوا إلى قومهم اليهود من بنى إسرائيل ومعهم فضل المائدة فلم يزالوا بهم حتى ارتدوا عن الإسلام فكفروا بالله ، وجحدوا بنزول المائدة فمسخهم الله ـ عزوجل ـ وهم نيام خنازير وليس فيهم صبي ولا امرأة (وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ) يعنى بنى إسرائيل فى الدنيا (اتَّخِذُونِي وَأُمِّي) مريم (إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قالَ سُبْحانَكَ) فنزه الرب ـ عزوجل ـ أن يكون أمرهم بذلك فقال : (ما يَكُونُ لِي) يعنى ما ينبغي لي (أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍ) يعنى بعدل أن يعبدوا غيرك (إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ) لهم (فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي) يعنى ما كان منى وما يكون (وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) يقول ولا أطلع على [١١٢ ب] غيبك. وقال أيضا : ولا أعلم ما فى علمك ، ما كان منك وما يكون (إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) ـ ١١٦ ـ يعنى غيب ما كان وغيب ما يكون (ما قُلْتُ لَهُمْ) وأنت تعلم (إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ) فى الدنيا (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) يعنى وحدوا الله (رَبِّي وَرَبَّكُمْ) قال لهم عيسى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ذلك فى هذه السورة ، وفى كهيعص (٢) ، وفى الزخرف (٣) (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) يعنى على بنى إسرائيل بأن قد بلغتهم الرسالة (ما دُمْتُ فِيهِمْ) يقول ما كنت بين أظهرهم (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي) يقول فلما بلغ بى أجل الموت فمت (كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ) يعنى
__________________
(١) فى أ : مكبلا بدون إعجام.
(٢) يشير إلى الآيات ٣٠ ـ ٣٦ من سورة مريم من قوله ـ تعالى ـ (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ...) الآيات.
(٣) يشير إلى الآية ٦٤ من سورة الزخرف وهي قوله تعالى ـ على لسان عيسى (إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ).