يقول : ويضيء لهم نورا يهتدون به (١) (وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ) البرق أى ذهب ضوءه (قامُوا) فى ظلمة لا يبصرون الهدى (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ) فلا يسمعون (وَأَبْصارِهِمْ) فلا يرون أبدا عقوبة لهم (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ـ ٢٠ ـ من ذلك وغيره.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) يعنى المنافقين واليهود وحدوا ربكم (الَّذِي خَلَقَكُمْ) ولم تكونوا شيئا (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) (٢) من الأمم الخالية (لَعَلَّكُمْ) يعنى لكي (تَتَّقُونَ) ـ ٢١ ـ الشرك وتوحدوا الله ـ عزوجل ـ إذا تفكرتم فى خلقكم وخلق الذين من قبلكم ثم دلّ على نفسه بصنعه ليوحدوه وذكرهم النعم فقال ـ سبحانه ـ اعبدوا ربكم (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً) يعنى بساطا (وَالسَّماءَ بِناءً) يعنى سقفا (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) يعنى المطر (فَأَخْرَجَ بِهِ) يقول فأخرج بالمطر من الأرض أنواعا (مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) يقول لا تجعلوا مع الله شركاء (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ـ ٢٢ ـ أن هذا الذي ذكر كله من صنعه فكيف تعبدون غيره؟ قالت اليهود منهم رفاعة بن زيد ، وزيد بن عمرو ، ما يشبه هذا الكلام الوحى وإنا لفي شكّ منه. فأنزل الله ـ عزوجل ـ (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ) يعنى فى شك (مِمَّا نَزَّلْنا) من القرآن (عَلى عَبْدِنا) يعنى محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ) الله (مِثْلِهِ) يعنى مثل هذا القرآن (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ) يقول واستعينوا بالآلهة التي تعبدون (مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ٢٣ ـ بأن محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول من تلقاء نفسه ، ثم يقول ـ سبحانه ـ : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا) يعنى تجيئوا به فيها تقديم تقديمها ولن تفعلوا ذلك
__________________
(١) هكذا فى ل ، وفى أ : ويضيء لهم وكان هذا يهتدون به.
(٢) فى أ : وخلق الذين من قبلكم.