فإن تفعلوا فأتوا بسورة من مثل هذا القرآن فلم يجيبوه (١) وسكتوا ، يقول ـ الله سبحانه ـ : (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) وتلك الحجارة تحت الأرض الثانية مثل الكبريت تجعل فى أعناقهم إذا اشتعلت فيها النار احترقت عامة اليوم (٢) فكان وهجها على وجوههم وذلك قوله ـ سبحانه ـ : (أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ) [٧ ب] يعنى شدة العذاب (يَوْمَ الْقِيامَةِ) (٣) ثم قال : (أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) ـ ٢٤ ـ بالتوحيد يخوفهم الله ـ عزوجل ـ فلم يخافوا فقالوا من تكذيبهم : هذه النار وقودها الناس فما بال الحجارة ، فرق المؤمنون عند التخويف ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) يعنى البساتين (كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ) كلما أطعموا منها من الجنة من ثمرة (رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ) وذلك أن لهم فى الجنة رزقهم فيها بكرة وعشيا فإذا أتوا بالفاكهة فى صحاف الدر والياقوت فى مقدار بكرة الدنيا وأتوا بالفاكهة غيرها على مقدار عشاء الدنيا فإذا نظروا إليه (٤) متشابه الألوان قالوا هذا الذي رزقنا من قبل يعنى أطعمنا بكرة فإذا أكلوا وجدوا طعمه غير الذي أتوا به بكرة فذلك قوله ـ سبحانه : (وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً) يعنى يشبه بعضه بعضا فى الألوان مختلفا فى الطعم (وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) خلقن فى الجنة مع شجرها وحللها مطهرة من الحيض والغائط والبول والأقذار كلها (وَهُمْ فِيها) (٥) (خالِدُونَ) ـ ٢٥ ـ لا يموتون (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً) وذلك أن الله ـ عزوجل ـ ذكر العنكبوت والذباب فى القرآن فضحكت اليهود وقالت : ما يشبه
__________________
(١) هكذا فى ل ، وفى أ : فلم تجيبوا.
(٢) فى أ : يوم.
(٣) سورة الزمر ٢٤.
(٤) أ : إليها.
(٥) (وهم فيها) : ساقط من أ ، ل.