(يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) (١) (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) عند إحيائكم (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) من بعد الموت يوم القيامة (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ـ ٢٨ ـ فيجزيكم بأعمالكم فأما اليهود فعرفوا وسكتوا وأما المشركون فقالوا أإذا كنا ترابا من يقدر أن يبعثنا من بعد الموت فأنزل الله ـ عزوجل ـ : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) من شيء (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ) فبدأ بخلقهن وخلق الأرض (فَسَوَّاهُنَ) يعنى فخلقهن (سَبْعَ سَماواتٍ) فهذا أعظم من خلق الإنسان وذلك قوله ـ سبحانه ـ : (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ) (٢) (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ) من الخلق (عَلِيمٌ) ـ ٢٩ ـ بالبعث وغيره (وَإِذْ) يعنى وقد (قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) وذلك أن الله ـ عزوجل ـ خلق الملائكة والجن قبل خلق الشياطين والإنس. وهو آدم ـ عليهالسلام ـ فجعلهم سكان الأرض وجعل الملائكة سكان السماوات فوقع فى الجن الفتن والحسد فاقتتلوا فبعث الله جندا من أهل سماء الدنيا ـ يقال لهم الجن ، إبليس عدو الله منهم ، خلقوا جميعا من نار وهم خزان الجنة رأسهم إبليس ـ فهبطوا إلى الأرض فلم يكلفوا من العبادة فى الأرض ما كلفوا فى السماء فأحبوا القيام فى الأرض فأوحى الله ـ عزوجل ـ إليهم إنى جاعل فى الأرض خليفة سواكم ورافعكم إلى فكرهوا ذلك لأنهم كانوا أهون الملائكة أعمالا (قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها) يقول أتجعل فى الأرض (مَنْ يُفْسِدُ فِيها) يعنى من يعمل فيها بالمعاصي (وَيَسْفِكُ الدِّماءَ) بغير حق كفعل الجن (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) يقول نحن نذكرك بأمرك كقوله ـ سبحانه ـ : (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ) (٣) يعنى يذكره بأمره ونقدس لك ونصلى لك ونعظم أمرك (قالَ)
__________________
(١) الروم : ١٩.
(٢) سورة غافر : ٥٧.
(٣) سورة الرعد : آية ١٣ وتمامها (... وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ).