عليهم اجمعين ، ونصره على جملة المرتدّين ، وعاد الناس الى الاسلام اجمعين واوضح الله به الحقّ المبين ، وكان الاختلاف بعد الرسول صلىاللهعليهوسلم فى الامامة ولم يحدث خلاف غيره فى حياة ابى بكر رضوان الله عليه وايام عمر الى ان ولى عثمان بن عفان رضوان الله عليه وانكر قوم عليه فى آخر ايامه افعالا كانوا فيما نقموا عليه من ذلك مخطئين ، وعن سنن المحجّة خارجين ، فصار ما انكروه عليه اختلافا الى اليوم ، ثم قتل رضوان الله عليه وكانوا فى قتله مختلفين ، فاما اهل السنّة والاستقامة فانهم قالوا : كان رضوان الله عليه مصيبا فى افعاله قتله قاتلوه ظلما وعدوانا ، وقال قائلون بخلاف ذلك ، وهذا اختلاف بين الناس الى اليوم
ثم بويع على بن ابى طالب رضوان الله عليه فاختلف الناس فى امره فمن بين منكر لامامته ومن بين قاعد عنه ومن بين قائل بامامته معتقد لخلافته ، وهذا اختلاف بين الناس الى اليوم
ثم حدث الاختلاف فى ايام عليّ فى امر طلحة والزبير رضوان الله عليهما وحربهما اياه وفى قتال معاوية اياه وصار عليّ ومعاوية الى صفّين وقاتله عليّ (١) حتى انكسرت سيوف الفريقين ونصلت رماحهم وذهبت قواهم وجثوا على الرّكب فوهم (٢) بعضهم على بعض فقال معاوية لعمرو بن العاص يا عمرو ألم تزعم انك لم تقع فى امر فظيع فاردت الخروج
__________________
(١) على : ساقطة من ق وفى ح مستدركة فوق السطر
(٢) فوهم : كذا فى الاصول وفى ح فدهم فوق السطر فليتأمل