فيها بعضهم بعضا وبرئ بعضهم من بعض (١) فصاروا فرقا متباينين ، واحزابا متشتّتين ، الا ان الاسلام يجمعهم ويشتمل عليهم
واوّل ما حدث من الاختلاف بين المسلمين بعد نبيّهم صلىاللهعليهوسلم اختلافهم فى الامامة وذلك ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما قبضه الله عزوجل ونقله الى جنّته ودار كرامته اجتمعت الانصار فى سقيفة بنى ساعدة بمدينة الرسول صلىاللهعليهوسلم وارادوا عقد الامامة لسعد بن عبادة وبلغ ذلك أبا بكر وعمر رضوان الله عليهما [ف] قصدا نحو مجتمع الانصار فى رجال من المهاجرين فأعلمهم ابو بكر ان الامامة لا تكون الا فى قريش واحتجّ عليهم بقول النبيّ صلىاللهعليهوسلم الامامة فى قريش فاذعنوا لذلك منقادين ، (٢) ورجعوا الى الحقّ طائعين ، بعد ان قالت الانصار منّا امير ومنكم امير وبعد ان جرّد الحباب ابن المنذر (٣) سيفه وقال انا جذيلها المحكّك وعذيقها المرجّب من يبارزنى بعد ان قام قيس بن سعد بنصرة ابيه سعد بن عبادة (٤) حتى قال عمر بن الخطاب فى شأنه ما قال ، ثم بايعوا أبا بكر رضوانش الله عليه واجتمعوا (٥) على إمامته واتّفقوا على خلافته وانقادوا لطاعته فقاتل اهل الرّدة على ارتدادهم كما قاتلهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم على كفرهم فاظهره الله عزوجل
__________________
(١) وبرئ بعضهم من بعض : هذه الجملة محذوفة فى ق ح ، وقال فى شرح المواقف ٨ ص ٣٣٩ نقلا من هذا الكتاب : وتبرأ بعضهم عن بعض
(٢) منقادين : ساقطة من د
(٣) (١١ ـ ١٢) الحباب بن المنذر : هكذا صحح فى ح على الهامش وفى اصل ح : المنذر ابن الحباب وفى د ق : عمير بن الحباب
(٤) قيس بن سعد بن عبادة ح
(٥) واجتمعوا د واجمعوا ق ح