ومنها ما لا يوجد الا فى حال الفعل وهو السبب ، وزعم (١) ان الفعل لا يكون الا بالسبب الحادث فاذا وجد ذلك السبب واحدثه الله كان الفعل لا محالة وان الموجب للفعل هو السبب وما سوى ذلك من الاستطاعة لا يوجبه (٢)
والفرقة الثانية منهم «زرارة بن اعين» و «عيد بن زرارة» و «محمد ابن حكيم» و «عبد الله بن بكير» و «هشام بن سالم الجواليقى» و «حميد بن رباح (٣) (؟)» و «شيطان الطاق» يزعمون ان الاستطاعة قبل الفعل وهى الصّحة وبها يستطيع المستطيع فكل (٤) صحيح مستطيع ، وكان «شيطان الطاق» يقول : لا يكون الفعل الا ان يشاء الله (٥)
وحكى عن «هشام بن سالم» ان الاستطاعة جسم وهى بعض المستطيع ومن الرافضة من يقول : الاستطاعة كل ما لا ينال الفعل الا به وذلك كله قبل الفعل ، والقائل بهذا «هشام بن حرول» (٦)
والفرقة الثالثة منهم اصحاب «ابى مالك الحضرمى» يزعمون ان الانسان مستطيع للفعل فى حال الفعل وانه يستطيعه لا باستطاعة فى غيره ، وحكى «زرقان» عنه انه كان يزعم ان الاستطاعة قبل الفعل للفعل ولتركه
__________________
(١) فزعم د
(٣) حميد بن رباح : لعله حميد بن زياد ، راجع فهرس الطوسى ص ١١٨ وتعليقات البهبهانى ص ١٢٦ ومنتهى المقال ص ١٢٢
(٤) فكل : وكل ح
(٦) حرول : كذا فى الاصول كلها
(٢) قول زرارة : راجع الكشى ص ٩٦ ـ ١٠٠
(٥) راجع الملل ص ١٤٢