(١) والفرقة الثانية منهم «ابو مالك الحضرمى» و «على بن ميثم» ومن تابعهما يزعمون ان إرادة الله غيره وهى حركة لله كما قال هشام الا ان هؤلاء خالفوه فزعموا ان الإرادة حركة وانها غير الله بها يتحرك
والفرقة الثالثة منهم وهم (٢) القائلون بالاعتزال والامامة (٣) يزعمون ان إرادة الله ليست بحركة ، فمنهم من اثبتها (٤) غير المراد فيقول انها مخلوقة لله لا بإرادة ، ومنهم من يقول : إرادة الله سبحانه لتكوين الشيء هو الشيء وارادته لافعال العباد هى امره ايّاهم بالفعل وهى غير فعلهم وهم يأبون ان يكون الله سبحانه اراد المعاصى فكانت
والفرقة الرابعة منهم يقولون : لا نقول قبل الفعل ان الله اراده (٥) فاذا فعلت الطاعة قلنا ارادها واذا فعلت المعصية فهو كاره لها غير محبّ لها
واختلفت الروافض فى الاستطاعة وهم اربع فرق : (٦)
فالفرقة الاولى منهم اصحاب «هشام بن الحكم» يزعمون ان الاستطاعة خمسة اشياء الصّحة وتخلية الشئون والمدّة فى الوقت والآلة التى بها يكون (٧) الفعل كاليد التى يكون بها اللطم والفأس التى تكون بها النجارة والابرة التى تكون بها الخياطة وما اشبه ذلك من الآلات والسبب الوارد المهيّج الّذي من اجله يكون الفعل فاذا (٨) اجتمعت هذه الاشياء كان الفعل واقعا ، فمن الاستطاعة ما هو (٩) قبل الفعل موجود
__________________
(٢) منهم وهم : منهم منهاج
(٣) والامامية منهاج
(٤) اثبتها : يثبتها منهاج
(٥) اراده : اراد منهاج
(٧) بها يكون : يكون بها ح
(٨) فاذا : واذا ح
(٩) ما هو : ما هو واقع ح
(١) (١ ـ ٣) قابل الفرق ص ٥٢
(٦) (١٢ ـ ١٥) راجع الملل ص ١٤١