أن تأخذوا محمدا ؛ فتجعلوه فى بيت ، وتسدوا بابه ، وتدعوا له ، كوة ، يدخل منها طعامه وشرابه حتى يموت ، قال إبليس : بئس والله الرأى رأيتم تعمدون إلى رجل له فيكم صغو قد سمع به من حولكم فتحبسونه ، فتطعمونه ، وتسقونه ، فيوشك الصغو الذي له فيكم أن يقاتلكم عليه فيفسد جماعتكم ويسفك دماءكم فقالوا : صدق والله الشيخ.
فقال هشام بن عمرو من بنى عامر بن لؤي : أما أنا فرأيى أن تحملوا محمدا (١) على بعير فيخرج من أرضكم فيذهب حيث شاء ويليه غيركم قال : إبليس بئس والله الرأى رأيتم تعمدون إلى رجل قد شتت وأفسد جماعتكم واتبعه منكم طائفة فتخرجوه إلى غيركم فيفسدهم كما أفسدكم فيوشك والله أن يقبل بهم عليكم ويتولى الصغو (٢) الذي له فيكم ، قالوا صدق والله الشيخ.
فقال أبو جهل بن هشام المخزومي : أما أنا فرأيي أن تعمدوا إلى كل بطن من قريش فتأخذوا من كل بطن رجلا ثم تعطوا كل رجل منهم سيفا فيضربونه جميعا بأسيافهم فلا يدرى قومه من يأخذون به وتؤدى قريش ديته (٣) قال : إبليس صدق والله الشاب ، إن الأمر لكما قال فتفرقوا على قول أبى جهل فنزل جبريل ـ عليهالسلام ـ فأخبره بما ائتمر به القوم وأمره بالخروج فخروج النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من ليلته إلى الغار وأنزل الله ـ عزوجل ـ (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) (٤) من قريش (لِيُثْبِتُوكَ) يعنى ليحبسوك فى بيت يعنى أبا البختري
__________________
(١) فى أ : محمدا صلىاللهعليهوسلم ، فى ل : محمدا.
(٢) المراد به من يصغون إلى كلامه ويتبعون دينه وهم المسلمون بمكة.
(٣) أى أن قريشا تشترك جميعها فى دفع دية محمد إلى بنى عبد مناف.
(٤) جاء فى كتاب لباب النقول فى أسباب النزول للسيوطي : ١٠٨ اما ذكوه مقاتل بتمامه فى قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا ...) الآية.