قليل فتأمن عيركم ويسير (١) ضعيفكم (وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ) على بنى كنانة أنكم لا تمرون بحي منهم إلا أمدكم بالخيل ، والسلاح ، والرجال ، فأطاعوه ومضوا إلى بدر لما أراد الله من هلاكهم فلما التقوا نزلت ملائكة ببدر مدد للمؤمنين عليهم جبريل ـ عليهالسلام ـ ولما رأى إبليس ذلك نكص على عقبيه يقول استأخر وراءه ، فذلك قوله (فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ) فئة المشركين (نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ) يقول استأخر وراءه وعلم أنه لا طاقة له بالملائكة فأخذ الحارث بن هشام بيده ، فقال : يا سراقة على هذا الحال تخذلنا؟ (وَقالَ) (٢) إبليس : (إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ) فقال الحارث : والله ما نرى إلا خفافيش يثرب. فقال إبليس : (إِنِّي أَخافُ اللهَ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ) ـ ٤٨ ـ وكذب عدو الله ما كان به الخوف ولكن خذلهم عند الشدة فقال الحارث لإبليس ، وهو فى صورة سراقة : فهلا كان هذا أمس. فدفع إبليس فى صدر الحارث فوقع الحارث وذهب إبليس هاربا فلما انهزم المشركون قالوا : انهزم بالناس سراقة وهو بعض الصف. فلما بلغ سراقة سار إلى مكة ، فقال : بلغني أنكم تزعمون بأنى انهزمت بالناس فو الذي يحلف به ما شعرت بمسيركم حتى بلغني هزيمتكم. قالوا له : ما أتيتنا يوم كذا وكذا ويوم كذا وكذا. فحلف بالله لهم أنه لم يفعل فلما أسلموا علموا أنما ذلك الشيطان (إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) يعنى الكفر نزلت فى قيس بن الفاكه ولم يتجمع جمع قط منذ يوم كانت الهزيمة أكثر من يوم بدر وذلك أن إبليس جاء بنفسه وجاء كل شيطان موكل بالدنيا إلا شيطان موكل بآدمى ، وكفار الجن كلهم ، وسبعمائة من المشركين عليهم
__________________
(١) فى أ : ويسسل ، ل : وسبيل ، م : ويسأل.
(٢) فى أ : فقال.