(فَسادٌ كَبِيرٌ) ـ ٧٣ ـ فى الأرض (١). (وَالَّذِينَ آمَنُوا) يعنى صدقوا بتوحيد الله (وَهاجَرُوا) من مكة إلى المدينة (وَجاهَدُوا) العدو (فِي سَبِيلِ اللهِ) يعنى فى طاعة الله فهؤلاء المهاجرون وإنما سموا (٢) المهاجرين لأنهم هجروا قومهم من المشركين وفارقوهم إذ لم يكونوا على دينهم ، قال (وَالَّذِينَ آوَوْا) يعنى ضموا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى أنفسهم بالمدينة (وَنَصَرُوا) النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فهؤلاء الأنصار.
ثم جمع المهاجرين والأنصار فقال : (أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ) يعنى المصدقين (حَقًّا لَهُمْ) بذلك (مَغْفِرَةٌ) لذنوبهم (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) ـ ٧٤ ـ يعنى رزقا حسنا فى الآخرة وهي الجنة ، ثم قال بعد ذلك : (وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ) هؤلاء المهاجرين والأنصار (وَهاجَرُوا) من ديارهم إلى المدينة (وَجاهَدُوا) العدو (مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ) فى الميراث.
ثم نسخ هؤلاء الآيات بعد هذه الآية : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) فى الميراث فورث المسلمون بعضهم بعضا من هاجر ومن لم يهاجر فى الرحم والقرابة (فِي كِتابِ اللهِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ـ ٧٥ ـ فى أمر المواريث حين حرمهم (٣) الميراث وحين أشركهم بعد ذلك (٤).
__________________
(١) فى الجلالين (إِلَّا تَفْعَلُوهُ) أى تولى المسلمين وقمع الكفار (تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ) بقوة الكفر وضعف الإسلام.
(٢) سموا : أنسب ولكنها فى : أ ، ل : سمى.
(٣) فى أ : أحرمهم ، ل : حرمهم.
(٤) فى أ : زيادة «قال من بعد» وليس ذلك فى : ل.