(حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ) يعنى القرآن فإن كره أن يقبل ما فى القرآن (ثُمَّ أَبْلِغْهُ) (١) (مَأْمَنَهُ) يقول رده من حيث أتاك فإن قاتلك بعد ذلك فقدرت عليه فاقتله (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ) ـ ٦ ـ بتوحيد الله ، ثم ذكرهم أيضا مشركي مكة فقال : (كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ) ثم استثنى خزاعة ، وبنى مدلج ، وبنى خزيمة (٢) ، الذين أجلهم أربعة أشهر. فقال : (إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) بالحديبية فلهم العهد (فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ) بالوفاء إلى مدتهم يعنى تمام هذه أربعة الأشهر من يوم النحر (فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ) بالوفاء (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) ـ ٧ ـ ثم حرض المؤمنين على قتال كفار مكة الذين لا عهد لهم لأنهم نقضوا العهد فقال : (كَيْفَ) لا تقاتلونهم (وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً) يقول لا يحفظوا فيكم قرابة (٣) ولا عهدا (يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ) يعنى بألسنتهم (وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ) وكانوا يحسنون القول للمؤمنين فيرضونهم وفى قلوبهم غير ذلك فأخبر عن قولهم فذلك قوله : (يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ) يعنى بألسنتهم «وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ» (وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ) ـ ٨ ـ ، ثم أخبر عنهم فقال : (اشْتَرَوْا بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً) يعنى باعوا إيمانا بالقرآن بعرض من الدنيا يسيرا وذلك أن أبا سفيان كان يعطى الناقة والطعام والشيء ليصد (٤) بذلك الناس [١٥١ أ] عن متابعة النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فذلك قوله : (فَصَدُّوا) (٥) الناس (عَنْ سَبِيلِهِ) (٦) أى عن سبيل الله
__________________
(١) فى أ : بأبلغه ، وفى حاشية أ : التلاوة : ثم أبلغه.
(٢) فى أ : جذيمة ، ل : تقرأ جذيمة ويمكن أن تقرأ خزيمة.
(٣) إلا : قرابة. (الجلالين)
(٤) فى أ ، ل : ليصدوا.
(٥) فى أ : وصدوا.
(٦) فى أ : (عَنْ سَبِيلِ اللهِ).