الدنيا ، ثم خوفهم (إِلَّا تَنْفِرُوا) فى غزاة تبوك إلى عدوكم (يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً) يعنى وجيعا (وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ) أمثل منكم ، وأطوع لله منكم ، (وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً) يعنى ولا تنقصوا من ملكه شيئا بمعصيتكم إياه إنما تنقصون أنفسكم (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) أراده (قَدِيرٌ) ـ ٣٩ ـ إن شاء عذبكم «واستبدل بكم قوما غيركم (١)».
ثم قال للمؤمنين : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ) يعنى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ) هذه أول آية نزلت من براءة ، وكانت تسمى الفاضحة لما ذكر الله «فيها» (٢) من عيوب المنافقين (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) بتوحيد الله من مكة (ثانِيَ اثْنَيْنِ) فهو النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأبو بكر (إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ) وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال لأبى بكر «لا تَحْزَنْ» (إِنَّ اللهَ مَعَنا) فى الدفع عنا وذلك حين خاف (٣) القافة حول الغار ، فقال أبو بكر : أتينا يا نبى الله. وحزن (٤) أبو بكر فقال : إنما أنا رجل واحد ، وإن قتلت أنت تهلك هذه الأمة. فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : لا تحزن. ثم قال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : اللهم أعم أبصارهم عنا. ففعل الله ذلك بهم (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) يعنى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها) يعنى الملائكة يوم بدر ، ويوم الأحزاب ، ويوم خيبر ، (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى دعوة الشرك (السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللهِ)
__________________
(١) فى أ : كتب هذه الجملة على أنها قرآن.
(٢) زيادة : لتوضيح الكلام.
(٣) فى أ : حات ، ل : خاف.
(٤) فى أ : فحزن.