نزل جبريل بهذه الآية (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ) [١٦١ أ] يعنى أهل مسجد قباء (أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ) فلما قالها جرف نظر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى المسجد «حتى تهور (١)» فى السابعة فكاد يغشى على النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأسرع الرجوع إلى موضعه وجاء المنافقون يعتذرون بعد ذلك فقبل علانيتهم ووكل سر أثرهم إلى الله ـ عزوجل ـ فقال الله : (لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ) يعنى حسرة وحزازة فى قلوبهم لأنهم ندموا على بنائه (إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ) يعنى حتى الممات (وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) ـ ١١٠ ـ فبعث النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عمار بن ياسر ، ووحشي مولى المطعم بن عدى فخرفاه فخسف به فى نار جهنم وأمر أن يتخذ كناسة ويلقى فيه الجيف ، وكان مسجد قباء فى بنى سالم ، وبنى بعد هجرة النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بأيام ، ثم رغب الله فى الجهاد فقال : (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ) يعنى بقية آجالهم (وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ) العدو (وَيُقْتَلُونَ) ثم يقتلهم العدو (وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا) حتى ينجز لهم ما وعدهم يعنى ما ذكر من وعدهم فى هذه الآية وذلك أن الله عهد إلى عباده أن من قتل فى سبيل الله فله الجنة ثم قال : (فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ) فليس أحدا أوفى منه عهدا ، ثم قال : (فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ) الرب بإقراركم (وَذلِكَ) الثواب (هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ـ ١١١ ـ يعنى النجاء العظيم يعنى الجنة ، ثم نعت أعمالهم فقال : (التَّائِبُونَ) من الذنوب
__________________
(١) فى ل ، حتى يلوى.