المسلمين جهد وجوع شديد فكان الرجلان والثلاثة يعتقبون بعيرا سوى ما عليه (١) من الزاد ، وتكون التمرة بين الرجلين والثلاثة يعمد أحدهم إلى التمرة فيلوكها ثم يعطيها الآخر فيلوكها ثم يراها آخر فيناشده أن يجهدها ثم يعطيها إياه (مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ) (٢) يعنى تميل (قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ) يعنى طائفة منهم إلى المعصية ألا ينفروا مع النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى غزاة تبوك فهذا التجاوز الذي قال الله : «لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ (٣) وَالْأَنْصارِ» (ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ) يعنى تجاوز عنهم (إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) ـ ١١٧ ـ يعنى يرق لهم حين تاب عليهم ، يعنى أبا لبابة وأصحابه ثم ذكر الذين خلفوا عن التوبة. فقال (٤) : (وَ) تاب الله (عَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا) عن التّوبة بعد أبى لبابة وأصحابه وهم ثلاثة (٥) مرارة بن ربيعة ، وهلال بن أمية ، وكعب بن مالك ، ولم يذكر توبتهم ولا عقوبتهم وذلك أنهم (٦) لم يفعلوا كفعل أبى لبابة وأصحابه فلم ينزل فيهم شيء شهرا فكان الناس لا يكلمونهم ، ولا يخالطونهم [١٦٢ أ] ، ولا يبايعونهم ، ولا يشترون منهم ، ولا يكلمهم أهلهم ، فضاقت عليهم الأرض فأنزل الله ـ عزوجل ـ فيهم بعد شهور أو شهر (وَ) تاب أيضا (عَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا)
__________________
(١) فى ل : ما أسوأ عليه ، أ : سواء ما عليه.
(٢) فى أ : تزيغ ، وقد قرأ حمزة وحفص يزيغ بالياء لأن تأنيث القلوب غير حقيقى ، وانظر : تفسير البيضاوي.
(٣) فى أ : على المؤمنين والأنصار. والمثبت من : ل.
(٤) فى أ : ثم قال ، ل : فقال.
(٥) فى أ : بثلاثة وهو ، ل : وهو.
(٦) الأنسب : وذلك لأنهم.