يدعون من دون الله فذلك قوله (وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ) (١).
(لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ) المرة (لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) ـ ٢٢ ـ لا ندعو معك غيرك (فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ) يعنى يعبدون مع الله غيره (بِغَيْرِ الْحَقِ) إذ عبدوا مع الله غيره (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ) ضرره (٢) فى الآخرة (مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا) تمتعون فيها قليلا إلى منتهى آجالكم (ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ) فى الآخرة (فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ـ ٢٣ ـ (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ) يقول مثل الدنيا كمثل النبت بينا هو أخضر إذا هو قد يبس فكذلك الدنيا إذا جاءت الآخرة.
يقول أنزل الماء من السماء فأنبت به ألوان الثمار لبنى آدم وألوان النبات للبهائم (حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها) يعنى حسنها وزينتها (وَازَّيَّنَتْ) بالنبات وحسنت (وَظَنَّ أَهْلُها) يعنى وأيقن أهلها (أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها) فى أنفسهم (أَتاها أَمْرُنا) يعنى عذابنا (لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً) يعنى ذاهبا (كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) يعنى تنعم بالأمس (كَذلِكَ) يعنى هكذا تجيء الآخرة فتذهب الدنيا ونعيمها وتنقطع عن أهلها (نُفَصِّلُ الْآياتِ) يعنى نبين العلامات (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ـ ٢٤ ـ فى عجائب الله وربوبيته.
__________________
(١) سورة الإسراء : ٦٧.
(٢) فى أ : ضرورة ، وفى م : ضرورة ، وفى ل : ضرره.