إلى دين الإسلام (قُلِ اللهُ) يا محمد (يَهْدِي لِلْحَقِ) وهو الإسلام (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي) وهي الأصنام والأوثان (إِلَّا أَنْ يُهْدى) وبيان ذلك فى النحل (وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ) (١) ، ثم عابهم فقال : (فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ـ ٣٥ ـ يقول ما لكم كيف تقضون الجور ونظيرها فى (ن وَالْقَلَمِ) (٢) : حين زعمتم أن معى شريكا ، يقول : (وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا) يعنى الالهة يقول إن هذه الآلهة تمنعهم من العذاب يقول الله (إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي) عنهم (مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) يعنى من العذاب شيئا (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ) ـ ٣٦ ـ (وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ) وذلك لأن الوليد بن المغيرة وأصحابه قالوا : يا محمد هذا القرآن [١٦٦ ب] هو منك وليس هو من ربك فأنزل الله تعالى : (وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) يقول القرآن يصدق التوراة ، والزبور ، والإنجيل ، (وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ) يعنى تفصيل الحلال والحرام لا شك فيه (مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) ـ ٣٧ ـ (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) يا محمد على الله (قُلْ) إن زعمتم أنى افتريته وتقولته (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ) مثل هذا القرآن (وَادْعُوا) يقول استعينوا عليه (مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) يعنى الآلهة (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ـ ٣٨ ـ أن الآلهة تمنعهم من العذاب يقول الله : (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ) إذ زعموا أن لا جنة ، ولا نار ، ولا بعث ، (وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ) يعنى بيانه (كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من
__________________
(١) سورة النحل الآية ٧٦ وتمامها : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)
(٢) يشير إلى الآية ٣٦ من سورة القلم وهي قوله تعالى : (ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ).