(فَلَوْ لا كانَتْ) (١) (قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها) : الإيمان عند نزول العذاب (إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا) يعنى صدقوا وتابوا وذلك أن قوم يونس ـ عليهالسلام ـ لما نظروا إلى العذاب فوق رءوسهم على قدر ميل وهم فى قرية تسمى نينوى (٢) من أرض الموصل تابوا ، فلبس (٣) المسوح بعضهم ، ونثروا الرماد على رءوسهم وعزلوا الأمهات من الأولاد والنساء من الزواج ثم عجوا إلى الله فكشف الله عنهم العذاب (كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) ـ ٩٨ ـ إلى منتهى آجالهم فأخبرهم يا محمد ، أن التوبة لا تنفعهم عند نزول العذاب (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ) (٤) (مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) ـ ٩٩ ـ هذا منسوخ نسختها آية السيف فى براءة (٥). ثم دل على نفسه بصنعه ليعتبروا فيوحدوه فقال : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) يعنى أن تصدق بتوحيد الله حتى بأذن الله فى ذلك (وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ) يعنى الإثم (عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) ـ ١٠٠ ـ ثم وعظ كفار مكة فقال : (قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ) يعنى الشمس ، والقمر ، والنجوم ، والسحاب ، والمطر (وَالْأَرْضِ) والجبال ، والأشجار ، والأنهار ، والثمار ، والعيون ، ثم أخبر عن علمه فيهم فقال : (وَما تُغْنِي الْآياتُ) يعنى العلامات
__________________
(١) فى أ : «فلو كانت». وفى حاشية أ : التلاوة (فَلَوْ لا).
(٢) فى أ : نينون ، م : نينوى ، ل : نينون.
(٣) فى أ : فلبسوا ، ل : فلبس.
(٤) فى أ : إلى قوله «... مؤمنين».
(٥) ليس معنى آية السيف الإكراه على الدين ، فلا تعارض بينها وبين هذه الآية ، وبالتالى فليست ناسخة لها.