(يَعْلَمُ) الله حين يغطون رءوسهم بالثياب (ما يُسِرُّونَ) فى قلوبهم ، وذلك الخفي (وَما يُعْلِنُونَ) بألسنتهم (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) ـ ٥ ـ يعنى بما فى القلوب من الكفر وغيره (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها) حيثما توجهت (وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها) بالليل (وَمُسْتَوْدَعَها) حيث تموت (كُلٌ) نفس كل المستقر والمستودع (فِي كِتابٍ مُبِينٍ) ـ ٦ ـ يقول هو بين فى اللوح المحفوظ (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) وما بينهما (فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) ثم استوى على العرش : يعنى استقر على العرش (١) (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) قبل خلق السموات والأرض وقبل أن يخلق شيئا (لِيَبْلُوَكُمْ) يعنى خلقهما لأمر هو كائن. خلقهما وما فيهما من الآيات ، ليختبركم. [١٧٠ ب](أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) لربه (وَلَئِنْ قُلْتَ) يا محمد لكفار مكة (إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) من أهل مكة (إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) ـ ٧ ـ يقول ما هذا الذي يقول محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلا سحر بين. حين (٢) يخبرنا (٣) أنه يكون البعث بعد الموت (وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ) يعنى كفار مكة (إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) يعنى إلى سنين معلومة. نظيرها فى يوسف
__________________
(١) هذا من تجسيم مقاتل ، لأن الاستقرار إنما يكون بعد حركة سابقة ، والحركة والسكون من صفات الحوادث ، والله لا يوصف بصفة من صفات الحوادث. فالحدوث نقص ، والنقص على الله ـ تعالى ـ محال.
(٢) فى أ : خبر ، ل : حين.
(٣) فى أ : غير واضحة ، م : أنه ، ل : يخبر أنه.