الله ـ عزوجل ـ وأن القرآن حق من ربك (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) ـ ١٧ ـ يعنى ولكن أكثر أهل مكة لا يصدقون بالقرآن أنه من عند الله ـ تعالى. ثم ذكرهم فقال : (وَمَنْ أَظْلَمُ) يقول [١٧١ ب] فلا أحد أظلم (مِمَّنِ افْتَرى) يعنى تقول (١) (عَلَى اللهِ كَذِباً) بأن معه شريكا (أُولئِكَ) الكذبة (يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهادُ) يعنى الأنبياء ويقال الحفظة ويقال الناس مثل قول الرجل : على رءوس الأشهاد (هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ) يعنى بالأشهاد يعنى الأنبياء فإذا عرضوا على ربهم قالت الأنبياء : نحن نشهد عليكم أنا شهدنا بالحق فكذبونا ونشهد أنهم كذبوا على ربهم. وقالوا : إن مع الله شريكا (أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) ـ ١٨ ـ يعنى المشركين نظيرها فى الأعراف : (أَنْ) (٢) (لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (٣) ثم أخبر عنهم فقال : (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) يعنى دين الإسلام (وَيَبْغُونَها عِوَجاً) يقول ويريدون بملة الإسلام زيفا (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ) يعنى بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال (هُمْ كافِرُونَ) ـ ١٩ ـ يعنى بأنه ليس بكائن ثم نعتهم فقال : (أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ) يعنى بسابقى الله (فِي الْأَرْضِ) هربا حتى يجزيهم (٤) بأعمالهم الخبيثة (وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ) يعنى أقرباء يمنعونهم من الله ، (يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ) يعنى ما كانوا على سمع إيمان بالقرآن (وَما كانُوا يُبْصِرُونَ) ـ ٢٠ ـ الإيمان بالقرآن لأن الله جعل فى آذانهم وقرا ، وعلى أبصارهم غشاوة. ثم نعتهم فقال :
__________________
(١) فى أ : يقول.
(٢) «أن» : وردت فى أ ، م ، ل : «ألا».
(٣) سورة الأعراف ٤٤.
(٤) غير معجمة فى ، أ : فتحتمل : يخزيهم أو يجزيهم».