تزعم أنك رسول نبى (قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي) يعنى بيان من ربى (وَآتانِي رَحْمَةً) يعنى وأعطانى نعمة (مِنْ عِنْدِهِ) وهو الهدى (فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ) يعنى فخفيت عليكم الرحمة (أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها) يعنى الرحمة وهي النعمة والهدى (كارِهُونَ) ـ ٢٨ ـ (وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً) يعنى جعلا على الايمان (إِنْ أَجرِيَ) يعنى ما جزائي (إِلَّا عَلَى اللهِ) فى الآخرة (وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا) يعنى وما أنا بالذي لا أقبل الإيمان من السفلة عندكم ، ثم قال : (إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) فيجزيهم بإيمانهم كقوله (إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ) (١) يعنى لو تعلمون إذا لقوه (وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ) ـ ٢٩ ـ ما آمركم به وما جئت به (وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي) يمنعني (مِنَ اللهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ) يعنى إن لم أقبل منهم الإيمان أى من السفلة (٢) (أَفَلا) يعنى أفهلا (تَذَكَّرُونَ) ـ ٣٠ ـ أنه لا مانع لأحد من الله (وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ) يعنى مفاتيح الله بأنه يهدى السفلة دونكم (وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) يقول : ولا أقول لكم عندي غيب ذلك إن الله يهديهم ، وذلك قول نوح فى الشعراء : (وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٣) ثم قال لهم نوح : (وَلا أَقُولُ) لكم (إِنِّي مَلَكٌ) من الملائكة إنما أنا بشر لقولهم (ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا ...) إلى آخر الآية (٤) (وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ) يعنى السفلة (لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً) يعنى إيمانا وإن كانوا عندكم سفلة (اللهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ)
__________________
(١) سورة الشعراء : ١١٣.
(٢) فى الأصل السلفة.
(٣) سورة الشعراء : ١١٢.
(٤) يشير إلى الآية ٢٧ من سورة هود وتمامها : (فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ).