الدنيا بالعذاب بعد قوم نوح ثم قال : (تِلْكَ) القصة (مِنْ أَنْباءِ) يعنى من أحاديث (الْغَيْبِ) غاب عنك. لم تشهدها يا محمد ولم تعلمها إلا بوحينا [١٧٣ ب] «نُوحِيها (١)» (إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ) يا محمد (وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا) القرآن حتى أعلمناك أمرهم فى القرآن يعنى الأمم الخالية قوم نوح ، وهود ، وصالح ، وغيرهم (فَاصْبِرْ) على تكذيب كفار مكة وعلى أذاهم (إِنَّ الْعاقِبَةَ) يعنى الجنة (لِلْمُتَّقِينَ) ـ ٤٩ ـ الشرك.
(وَإِلى عادٍ) أرسلنا (أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ) يعنى وحدوا الله (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) يعنى ليس لكم رب غيره (إِنْ أَنْتُمْ) يعنى ما أنتم (إِلَّا مُفْتَرُونَ) ـ ٥٠ ـ الكذب حين تقولون إن لله شريكا وذلك أنهم قالوا لأنبيائهم تريدون أن تملكوا علينا فى أموالنا ، فذلك قول الأنبياء لهم (يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) (٢) يعنى ما جزائي (إِلَّا عَلَى اللهِ).
وذلك قول قوم هود : (يا قَوْمِ) (٣) (لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ) يعنى ما جزائي (إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي) يعنى خلقني (أَفَلا تَعْقِلُونَ) ـ ٥١ ـ أنه ليس مع الله شريك (وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ) من الشرك (ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً) يعنى المطر متتابعا وقد كان الله ـ تعالى ـ حبس عنهم المطر ثلاث سنين وحبس عنهم الولد ، فمن ثم قال : (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ) يعنى عددا إلى عددكم وتتوالدون (٤) وتكثرون ، ثم قال لهم هود :
__________________
(١) (نُوحِيها) : ساقطة من أ ، ل ، وهي فى حاشية أ.
(٢) سورة الشعراء : ١٢٧.
(٣) فى أ : ويا قوم.
(٤) فى أ : فتوالدون ، ل : وتوالدون.