بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى) يقول لو أن قرآنا فعل ذلك به قبل هذا القرآن لفعلناه بقرآن محمد ـ عليهالسلام ـ ولكنه (١) شيء أعطيه رسلي فذلك قوله : (بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً) يقول بل جميع ذلك الأمر كان من الله ليس من قبل القرآن (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا) من أهل مكة (تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ) يقول تصيبهم بما كفروا بالله بائقة وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان لا يزال يبعث سراياه (٢) فيغيرون حول مكة فيصيبون من أنفسهم ، ومواشيهم ، وأنعامهم ، فيها تقديم ، ثم قال : (أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ) يقول أو تنزل يا محمد بحضرتهم يوم الحديبية قريبين (٣) (حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ) فى فتح (٤) مكة وكان الله ـ تعالى ـ وعد النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن يفتح عليه مكة فذلك قوله : (إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) ـ ٣١ ـ [١٩٠ ب](وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ) : من الرسل قبل محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أخبروا قومهم بنزول العذاب عليهم فى الدنيا فكذبوهم واستهزءوا منهم بأن العذاب ليس بنازل بهم (٥) فلما أخبر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كفار مكة استهزءوا منه فأنزل الله ـ تعالى ـ يعزى نبيه ـ عليهالسلام ـ ليصبر على تكذيبهم إياه بالعذاب «وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ» (فَأَمْلَيْتُ) يعنى فأمهلت
__________________
(١) مكررة فى أ.
(٢) فى أ ، ل : سرية.
(٣) فى أ : مرتين ، ل : قريبين.
(٤) فى أ : وفتح ، وفى حاشية أ : وهو فتح محمد. ، ل : فى فتح.
(٥) فى أ : لهم ، ل : بهم.