فى شدة العذاب. ثم نعت الجنة فقال : (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) (١) (أُكُلُها دائِمٌ) يعنى طعامها لا يزول ولا ينقطع وهكذا (وَظِلُّها) ثم قال : (تِلْكَ) الجنة (عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا) عاقبة حسناهم الجنة (وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ) ـ ٣٥ ـ يعنى وعاقبة الذين كفروا بتوحيد الله النار (وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) يقول أعطيناهم التوراة ، وهم (٢) عبد الله بن سلام وأصحابه مؤمنو أهل التوراة (يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) من القرآن ثم قال : (وَمِنَ الْأَحْزابِ) يعنى ابن أمية ، وابن المغيرة ، وآل أبى طلحة بن عبد العزى بن قصى ، (مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ) أنكروا الرحمن ، والبعث ، ومحمدا ـ عليهالسلام ـ (قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ) يعنى أوحد الله (وَلا أُشْرِكَ بِهِ) شيئا (إِلَيْهِ أَدْعُوا) يعنى إلى معرفته وهو التوحيد أدعو (وَإِلَيْهِ مَآبِ) ـ ٣٦ ـ يعنى وإليه المرجع (وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ) [١٩١ أ] يعنى حين دعى إلى ملة آبائه (بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) يعنى من البيان (ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍ) يعنى قريبا (٣) ينفعك (وَلا واقٍ) ـ ٣٧ ـ يعنى يقي العذاب عنك (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ) يعنى الأنبياء قبلك (وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً) يعنى النساء والأولاد (وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ) وذلك أن كفار مكة سألوا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن يأتيهم بآية فقال الله ـ تعالى ـ : (وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ) إلى قومه (إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) يعنى إلا بأمر الله (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ) ـ ٣٨ ـ
__________________
(١) (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : ساقطة من الأصل.
(٢) فى أ : فهم ، ل : فهو ، والأنسب هنا : وهم.
(٣) فى أ : قريب ، ل : قريبا.