الطين (مِنْ حَمَإٍ) يعنى أسود (مَسْنُونٍ) ـ ٣٣ ـ يعنى منتن فأول ما خلق من آدم ـ عليهالسلام ـ عجب الذنب ثم ركب فيه سائر خلقه ، وآخر ما خلق من آدم ـ عليهالسلام ـ أظفاره وتأكل الأرض عظام الميت كلها غير عجب الذنب ـ غير عظام (١) الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ فإنها لا تأكلها الأرض. وفى العجب يركب بنو آدم يوم القيامة ثم : (قالَ فَاخْرُجْ مِنْها) يعنى من ملكوت السماء (فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) ـ ٣٤ ـ يعنى ملعون وهو إبليس (وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ) ـ ٣٥ ـ (قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) ـ ٣٦ ـ يعنى يبعث الناس بعد الموت يقول أجلنى إلى يوم النفخة الثانية كقوله سبحانه : (فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) (٢) يعنى فأجله إلى ميسرة (قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) ٣٧ ـ لا تموت (إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) ـ ٣٨ ـ يعنى إلى اجل موقوت وهي النفخة الأولى وإنما أراد عدو الله الأجل إلى يوم يبعثون لئلا يذوق الموت لأنه قد علم أنه لا يموت بعد البعث (قالَ) إبليس : (رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي) يقول أما إذ أضللتنى (لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ـ ٣٩ ـ يعنى ولأضلنهم عن الهدى أجمعين ، ثم استثنى عدوّ الله إبليس فقال : (إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) ـ ٤٠ ـ يعنى أهل التوحيد وقد علم إبليس أن الله استخلص عبادا لدينه ليس له عليهم سلطان ، فذلك قوله سبحانه : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) يعنى ملك أن تضلهم عن الهدى (وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) (٣) يعنى حرزا ومانعا لعباده (قالَ)
__________________
(١) هكذا فى : أ ، ل : والأنسب : وغير عظام.
(٢) سورة البقرة : ٢٨٠.
(٣) سورة الإسراء : ٦٥.