(إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً) ـ ٥٣ ـ (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ) من غيره (إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ) فيتوب عليكم (أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ) فيميتكم على الكفر نظيرها فى الأحزاب : (لِيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ) (١) (وَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً) ـ ٥٤ ـ يعنى مسيطرا عليهم (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ) منهم من كلم الله ، ومنهم من اتخذه الله خليلا ، ومنهم من سخر الله له الطير ، والجبال ، ومنهم من أعطى ملكا عظيما ، ومنهم من يحيى الموتى ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، ومنهم من رفعه الله ـ عزوجل ـ إلى السماء ، فكل واحد منهم فضل بأمر لم يعطه غيره فهذا تفضيل بعضهم على بعض ، ثم قال سبحانه : (وَآتَيْنا) يعنى وأعطينا (داوُدَ زَبُوراً) ـ ٥٥ ـ مائة وخمسين سورة ليس فيها حكم ، ولا حد ، ولا فريضة ، ولا حلال ، ولا حرام ، وإنما هو شاء على الله ـ عزوجل ـ وتمجيد ، وتحميد (٢) (قُلِ) لكفار مكة (ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ) أنهم آلهة (مِنْ دُونِهِ) من دون الله يعنى الملائكة فليكشفوا الضر عنكم يعنى الجوع سبع سنين إذا نزل بكم ، ثم أخبر عن الملائكة الذين عبدوهم ، فقال ـ سبحانه ـ : (فَلا يَمْلِكُونَ) يعنى لا يقدرون على (كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ) يعنى الجوع الذي أصابهم بمكة سبع سنين حتى أكلوا الميتة ، والكلاب ، والجيف ، فيرفعونه عنكم (وَلا تَحْوِيلاً) ـ ٥٦ ـ يقول ولا تقدر الملائكة على تحويل هذا الضر عنكم إلى غيره فكيف تعبدونهم. مثلها فى سورة سبأ : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ
__________________
(١) سورة الأحزاب : ٧٣.
(٢) فى : وتمجيدا وتحميدا ، ل : وتمجيد وتحميد.