صلىاللهعليهوسلم ـ الرجل فقال : يا فلان ادع الله أو ادع الرحمن ورغم لآناف (١) المشركين (أَيًّا) (٢) (ما تَدْعُوا) يقول فأيهما تدعو (فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) يعنى الأسماء الحسنى التي فى آخر الحشر وسائر ما فى القرآن (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ) وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان بمكة يصلى إلى جانب دار أبى سفيان (٣) عند الصفا فجهر بالقرآن فى صلاة الغداة فقال أبو جهل : لم تفترى على الله ، فإذا سمع ذلك منه خفض صوته فلا يسمع أصحابه القرآن. فقال أبو جهل : ألم تروا يا معشر قريش ، ما فعلت بابن أبى كبشة حتى خفض صوته فأنزل الله ـ تعالى ذكره ـ : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ) يعنى بقراءتك فى صلاتك فيسمع المشركون فيؤذوك (٤) (وَلا تُخافِتْ بِها) يقول ولا تسر بها يعنى بالقرآن فلا يسمع أصحابك (وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) ـ ١١٠ ـ يعنى مسلكا يعنى بين الخفض والرفع (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) وذلك أن اليهود قالوا عزير ابن الله ، وقالت النصارى المسيح ابن الله ، وقالت العرب إن لله ـ عزوجل ـ شريكا من الملائكة فأكذبهم الله ـ عزوجل ـ فيها فنزه نفسه ـ تبارك وتعالى ـ مما قالوا فأنزل الله جل جلاله : (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) الذي علمك هذه الآية (الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً) عزيرا وعيسى (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ) من الملائكة (فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌ) يعنى صاحبا ينتصر به (مِنَ الذُّلِ) كما يلتمس الناس النصر إن فاجأهم أمر يكرهونه (وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً) ـ ١١١ ـ يقول وعظمه يا محمد تعظيما فإنه من قال إن لله ـ عزوجل ـ ولدا أو شريكا لم يعظمه. يقول : نزهة عن هذه الخصال التي قالت النصارى واليهود والعرب (٥).
__________________
(١) فى أ : لأنف ، ل : لآناف.
(٢) فى أ : «فأيما».
(٣) هكذا فى : أ ، ل.
(٤) فى أ : فيؤذوك ، ل : فيؤذونك.
(٥) النصارى واليهود والعرب : ساقطة من أ ، وهي من ل.