ابن الأرت ، وعامر بن فهيرة ، ومهجع بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب ، ـ وهو أول شهيد قتل يوم بدر ـ رضى الله عنهم ـ ، وأيمن بن أم أيمن. ومن العرب أبو هريرة الدوسي ، وعبد الله بن مسعود الهذلي ، وغيرهم وكان على بعضهم شملة قد عرق فيها فقال عيينة بن حصن للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم : إن لنا شرفا وحسبا ، فإذا دخلنا عليك فاعرف لنا ذلك ، فأخرج هذا وضرباءه (١) عنا فو الله إنه ليؤذينا ريحه يعنى جبته (٢) آنفا ، فإذا خرجنا من عندك فأذن لهم إن بدا لك أن يدخلوا عليك ، «فاجعل لنا مجلسا ولهم مجلس» (٣). فأنزل الله ـ عزوجل ـ : (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا) يعنى القرآن (وَاتَّبَعَ هَواهُ) يعنى وآثر هواه (وَكانَ أَمْرُهُ) الذي يذكر من شرفه وحسبه (فُرُطاً) ـ ٢٨ ـ يعنى ضائعا فى القيامة مثل قوله (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) (٤) يعنى ما ضيعنا (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) يعنى القرآن (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) هذا وعيد نظيرها فى حم السجدة (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٥) يعنى من شاء فليصدق بالقرآن ومن شاء فليكفر بما فيه ثم ذكر مصير الكافر والمؤمن فقال : (إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها) وذلك أنه يخرج عنق من النار فيحيط بهم ، فذلك
__________________
(١) فى أ : وضرباه ومن شأنه أن يحذف الهمزة تخفيفا ، وفى ل : وضرباه ، أيضا وكثيرا بل هائما ما تحذف الهمزة منهما فى مثل هذا الموضع.
(٢) هكذا فى : ا ، ل والمعنى ؛ ريح جبته.
(٣) «فاجعل لنا مجلسا ولهم مجلس» : من ل ، وفى أ : «واجعل لنا مجلسا».
(٤) سورة الأنعام : ٣٨.
(٥) سورة فصلت : ٤٥.