يعنى ميتا (فَلَمَّا أَفاقَ) يعنى رد عليه نفسه (قالَ) موسى : (سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ) من قولي : رب أرنى أنظر إليك (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) ـ ١٤٣ ـ يعنى أول المصدقين بأنك لن ترى فى الدنيا (قالَ) له ربه : (يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي) يقول اخترتك من بنى إسرائيل بالرسالة وبالكلام من غير وحى (فَخُذْ ما آتَيْتُكَ) بقوة يقول : ما أعطيتك من التوراة بالجد ، والمواظبة عليه (وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) ـ ١٤٤ ـ لله فى هذه النعم يعنى الرسالة ، والكلام من غير وحى. (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ) نقرا كنقش الخاتم وهي تسعة ألواح (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) فقال : (مَوْعِظَةً) من الجهل (وَتَفْصِيلاً) يعنى بيانا (لِكُلِّ شَيْءٍ) من الأمر ، والنهى ، والحد ، وكتبه الله ـ عزوجل ـ بيده (١) فكتب فيها : إنى أنا الله الذي لا إله إلا أنا الرحمن الرحيم ،
__________________
وقرا حمزة والكسائي : «جعله دكاء» بالمد والتشديد غير منون أى أرضا مستوية كالناقة التي لا سنام لها والجمهور (جَعَلَهُ دَكًّا) بالمصدر أى مدكوكا ، ومثله فى المد من سورة الكهف.
* * *
ـ وقد سقط موسى مغشيا عليه كمن أخذته الصاعقة والتجلي إنما كان للجبل دونه فكيف لو كان له. ثم قال السيد رشيد رضا : «وقد روى فى تفسير هذه الآيات من الأخبار والآثار الواهية والموضوعة غرائب وعجائب أكثرها من الإسرائيليات ، ومن أنكر هذه الروايات وأوهاها ما روى عن أنس مرفوعا «لما تجلى الله للجبل طارت لعظمته ستة أجبل فوقعت ثلاثة بالمدينة وثلاثة بمكة ...». وذكر أسماءها. قال الحافظ ابن كثير وهذا حديث غريب بل منكر. أقول ولا يدخل من ألفاظ الآية ولا معناها فى شيء». تفسير المنار : ٩ / ١٢٤ ـ ١٢٦.
(١) عيب على مقاتل أنه أسرف فى التجسيم حتى جعل الله مثل خلقه.
ففي قوله : «وكتب الله ـ عزوجل ـ بيده» إسراف فى التجسيم يتنزه الله عن مثله.
قال صاحب المنار «إسناد الكتابة إليه ـ تعالى ـ إما على معنى أن ذلك كان بقدرته ـ تعالى ـ وصنعه لا كسب لأحد فيه.
وإما على معنى أنها كتبت بأمره ووحيه سواء كان الكاتب لها موسى أو الملك ـ عليهماالسلام.