ـ عليهالسلام (١) ـ يناديها بهذا (٢) الكلام (أَلَّا تَحْزَنِي) ذلك حين تمنت الموت (قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) ـ ٢٤ ـ يعنى الجدول الصغير من الأنهار وقال جبريل ـ عليهالسلام ـ لها : (وَهُزِّي إِلَيْكِ) (٣) يعنى وحركي إليك (بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا) ـ ٢٥ ـ يعنى بالجنى ما ترطب به من البسر وكانت شجرة يابسة فاخضرت وهي تنظر ، وحملت الرطب مكانها وهي تنظر ، ثم نضجت وهي تنظر ، ثم أجرى الله ـ عزوجل ـ لها نهرا من الأردن حتى جاءها فكان بينهما وبين جبريل ـ عليهالسلام ـ وهذا كلام جبريل لها وإنما جعل الله ـ عزوجل ـ ذلك لتؤمن بأمر عيسى ـ صلى الله عليه ـ ولا تعجب منه.
حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبى ، قال : حدثنا الهذيل ، قال : قال مقاتل : وأخبرت عن ليث بن أبى سليم عن عكرمة عن ابن عباس فى قوله : (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً) يعنى صمتا. (فَكُلِي) من النخلة (وَاشْرَبِي) من الماء العذب (وَقَرِّي عَيْناً) بالولد (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً) يعنى صمتا (فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) ـ ٢٦ ـ فى عيسى ـ صلى الله عليه ـ (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها) بالولد (تَحْمِلُهُ) إلى بنى إسرائيل فى حجرها ملفوفا فى خرق (قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا) ـ ٢٧ ـ يقول أتيت أمرا منكرا (يا أُخْتَ هارُونَ) الذي هو أخو موسى.
__________________
(١) فى أ ، ل ، حميدية : زيادة : على هبطة. وفى حاشية أ : على هضبة. وفى البيضاوي : (فَناداها مِنْ تَحْتِها) عيسى وقيل جبريل كان يقبل الولد. وقيل تحتها أسفل من مكانها.
(٢) فى الأصل : بعد.
(٣) فى أ ، ل : «هزي».
تفسير مقاتل ـ ٤٠