الأرض حين يحيها من بعد موتها ، فذلك قوله ـ سبحانه ـ : (وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً) يعنى ميتة ليس فيها نبت يعنى متهشمة (١) (فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ) يعنى المطر (اهْتَزَّتْ) الأرض يعنى تحركت بالنبات [٢٠ ب] (كقوله : (تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ) (٢) أى تحرك كأنها حية) (٣). ثم قال للأرض (٤) : (وَرَبَتْ) يعنى وأضعفت النبات (وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) ـ ٥ ـ يعنى من كل صنف من النبات حسن (ذلِكَ) يقول هذا الذي فعل ، هذا الذي (٥) ذكر من صنعه ، يدل على توحيده بصنعه (بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُ) وغيره من الآلهة باطل (وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى) فى الآخرة (وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ـ ٦ ـ من البعث وغيره قدير (وَأَنَّ السَّاعَةَ «آتِيَةٌ») (٦) (لا رَيْبَ) يعنى لا شك (فِيها) أنها كائنة (وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ) فى الآخرة (مَنْ فِي الْقُبُورِ) ـ ٧ ـ من الأموات فلا تشكوا فى البعث (وَمِنَ النَّاسِ) يعنى النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن السياف (٧) ابن عبد الدار بن قصى بن كلاب بن مرة ومن الناس (مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) يعنى يخاصم فى الله ـ عزوجل ـ ان الملائكة بنات الله ـ تعالى ـ (وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ) ـ ٨ ـ «ولا هدى» ـ ولا بيان معه من الله ـ عزوجل ـ بما يقول «ولا كتاب» من الله ـ تعالى ـ «منير» يعنى مضيئا (٨) فيه حجة بأن الملائكة بنات الله فيخاصم بهذا.
__________________
(١) فى ز : يعنى ميتة متهشمة ليس فيها نبت.
(٢) سورة القصص : ٣١.
(٣) ما بين القوسين (...) : من ز : وفى أ : كقوله للحية (تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ) لم تزل.
(٤) اللام بمعنى عن ، والأنسب : ثم قال عن الأرض.
(٥) الذي : من ز ، وليست فى أ.
(٦) فى أ : لآتية ، ز : آتية.
(٧) فى ل : السياف ، ز : الساق ، ا : السابق ولعلها محرفة عن السباق.
(٨) فى ز : مضيئا ، ا : مضيء.