قال الفراء وأبو عبيدة فى قوله ـ عزوجل ـ : (ثانِيَ عِطْفِهِ) يقول يتبختر فى مشيته تكبرا.
ثم أخبر عن النضر فقال ـ سبحانه ـ : (ثانِيَ عِطْفِهِ) ـ يقول يلوى (١) عنقه عن الإيمان (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) يقول ليستزل عن دين الإسلام (لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) يعنى القتل ببدر (وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ) ـ ٩ ـ يعنى نحرقه بالنار (ذلِكَ) العذاب (بِما قَدَّمَتْ يَداكَ) من الكفر والتكذيب (وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) ـ ١٠ ـ فيعذب على غير ذنب (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) يعنى على شك «نزلت فى أناس من أعراب أسد بن خزيمة وغطفان (٢).
قال مقاتل : إذا سألك رجل على كم حرف تعبد الله ـ عزوجل ـ فقل : لا أعبد الله على شيء من الحروف ، ولكن اعبد الله ـ تعالى ـ ولا أشرك به شيئا لأنه واحد لا شريك له (٣).
كان الرجل يهاجر الى المدينة فإن أخصبت أرضه ، ونتحبت فرسه ، وولد له غلام ، وصح بالمدينة ، وتتابعت عليه الصدقات ، قال : هذا دين حسن.
يعنى الإسلام ، فذلك قوله ـ تعالى ـ : (فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ) يقول رضى بالإسلام وإن أجدبت أرضه ، ولم تنتج فرسه ، وولدت (٤) له جارية ،
__________________
(١) فى أ : ملوى ، ز : يلوى.
(٢) ما بين القوسين «...» من ز ، وفى أ : نزلت فى رجل من غطفان.
(٣) قول مقاتل هذا من أ ، وليس فى ز.
(٤) فى ز : وولدت ، ا : وولد.