وسقم بالمدينة ، ولم يجد عليه بالصدقات قال : هذا دين سوء ، ما أصابنى من ديني هذا الذي كنت عليه إلا شرا فرجع عن دينه ، فذلك قوله ـ سبحانه ـ : (وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ) يعنى بلاء (انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ) يقول رجع إلى دينه الأول [٢١ أ] كافرا (خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ) خسر دنياه التي كان يحبها ، فخرج منها ثم أفضى إلى الآخرة وليس له فيها شيء ، مثل قوله (١) ـ : (... إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ...) (٢) يقول الله ـ عزوجل ـ : (ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) ـ ١١ ـ يقول ذلك هو الغبن البين ، ثم أخبر عن هذا المرتد عن الإسلام ، فقال ـ سبحانه ـ : (يَدْعُوا) يعنى يعبد (٣) (مِنْ دُونِ اللهِ) يعنى الصنم (ما لا يَضُرُّهُ) فى الدنيا إن لم يعبده (وَما لا يَنْفَعُهُ) فى الآخرة إن عبده (ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ) ـ ١٢ ـ يعنى الطويل (يَدْعُوا) يعنى يعبد (لَمَنْ ضَرُّهُ) فى الآخرة (أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ) فى الدنيا (لَبِئْسَ الْمَوْلى) يعنى الولي (وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ) ـ ١٣ ـ يعنى الصاحب ، كقوله ـ سبحانه ـ «... وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ...» (٤) يعنى وصاحبوهن بالمعروف ، ثم ذكر ما أعد للصالحين فقال ـ سبحانه ـ : (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) يقول تجرى العيون من تحت البساتين (إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) ـ ١٤ ـ (مَنْ كانَ يَظُنُ) يعنى يحسب (أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ
__________________
(١) من ز ، وليس فى أ.
(٢) سورة الزمر : ١٥.
(٣) فى أ : يعبدون ، ز : يعبد.
(٤) سورة النساء : ١٩.