الفواحش (ذلِكَ) الغض للبصر والحفظ للفرج (أَزْكى لَهُمْ) يعنى خيرا لهم «من أن لا يغضوا الأبصار ، ولا يحفظوا الفروج» (١) ثم قال ـ عزوجل ـ : (إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ) ـ ٣٠ ـ فى الأبصار والفروج نزلت هذه الآية والتي بعدها فى أسماء بنت مرشد كان لها فى بنى حارثة نخل يسمى الوعل فجعلت (٢) النساء يدخلنه غير متواريات يظهرن ما على صدورهن وأرجلهن وأشعارهن ، فقالت أسماء : ما أقبح هذا! فأنزل الله ـ عزوجل ـ (وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها) يعنى الوجه والكفين وموضع السوارين (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَ) يعنى على صدورهن (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَ) يعنى ـ عزوجل ـ ولا يضعن الجلباب (إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَ) يعنى أزواجهن (أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَ) ، ثم قال : (أَوْ نِسائِهِنَ) يعنى نساء المؤمنات كلهن (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَ) من العبيد (أَوِ التَّابِعِينَ) وهو الرجل يتبع الرجل فيكون معه من غير عبيده ، من (غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ «مِنَ الرِّجالِ») (٣) يقول من لا حاجة له فى النساء : الشيخ الهرم والعنين والخصى والعجوب ونحوه ، ثم قال ـ سبحانه ـ : (أَوِ الطِّفْلِ) يعنى الغلمان الصغار (الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ) لا يدرون ما النساء من الصغر فلا بأس بالمرأة أن تضع الجلباب عند هؤلاء (٤) المسلمين فى هذه الآية ، ثم قال ـ تعالى ـ [٣٨ أ] :
__________________
(١) فى أ : «مما لا يغضون الأبصار ولا يحفظون الفروج» ، ز : «من أن لا يحفظوا ...».
(٢) فى أ : «فجعل» ، ز : «فجعلت» وتشبه فجعلن.
(٣) «من الرجال» : ساقطة من أ ، ل ، ز.
(٤) كذا فى أ ، ل ، ز ، والمراد عند وجود هؤلاء تتخفف المرأة من جلبابها.