الله ـ عزوجل ـ : «كلوا جميعا أو أشتاتا» : وكانت بنو ليث بن بكر لا يأكل الرجل منهم حتى يجد من يأكل معه أو يدركه الجهد فيأخذ عنزة له فيركزها ويلقى عليها ثوبا تحرجا أن يأكل وحده ، فلما جاء الإسلام فعلوا ذلك ، وكان المسلمون إذا سافروا اجتمع نفر منهم فجمعوا نفقاتهم وطعامهم فى مكان فإن غاب رجل منهم لم يأكلوا حتى يرجع صاحبهم مخافة الإثم ، فنزلت «ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا» إن كنتم جماعة «أو أشتاتا» يعنى متفرقين (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً) للمسلمين (فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) يعنى بعضكم على بعض يعنى أهل دينكم يقول السلام (تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً) يعنى من سلم أجر فهي البركة (طَيِّبَةً) حسنة (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ) يعنى أمره فى أمر الطعام والتسليم (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) ـ ٦١ ـ (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) [٤٢ أ] (وَإِذا كانُوا مَعَهُ) أى النبي (١) ـ صلىاللهعليهوسلم ـ» (عَلى أَمْرٍ جامِعٍ) يقول إذا اجتمعوا «على أمر هو (٢)» لله ـ عزوجل ـ طاعة (لَمْ يَذْهَبُوا) يعنى لم يفارقوا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ) يعنى لبعض أمرهم (فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ) يعنى من المؤمنين نزلت فى عمر بن الخطاب ـ رضوان الله عليه ـ فى غزاة تبوك وذلك أنه استأذن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى الرجعة أن يسمع المنافقين ، إلى أهله فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ انطلق فو الله ما أنت بمنافق. يريد أن يسمع المنافقين فلما سمعوا ذلك ، قالوا : ما بال محمد (٣) إذا استأذنه أصحابه أذن لهم فإذا استأذناه
__________________
(١) فى أ : «(وإذا كانوا مع) النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ».
(٢) فى ل : على أمر هو ، ا : على أمرهم.
(٣) فى أ : صلىاللهعليهوسلم ، وليس فى ل.