بالباطل (١)» قالت الأنصار : ما بالمدينة مال أعز من الطعام ، فكانوا لا يأكلون مع الأعمى لأنه لا يبصر موضع الطعام ولا مع الأعرج لأنه لا يطبق الزحام ، ولا مع المريض لأنه لا يطيق (٢) أن يأكل كما يأكل الصحيح ، وكان الرجل يدعو حميمه وذا قرابته وصديقه إلى طعامه فيقول أطعم من هو أفقر إليه منى فان أكره أن آكل أموال الناس بالباطل والطعام أفضل المال فأنزل الله ـ عزوجل ـ : «ليس على الأعمى حرج» (وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) فى الأكل معهم (وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ) لأنهم يأكلون على حده (أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ) (٣) (أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَواتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ) يعنى خزائنه يعنى عبيدكم وإمائكم (أَوْ صَدِيقِكُمْ) نزلت فى مالك (٤) بن زيد وكان (٥) صديقه الحارث بن عمرو ، وذلك أن الحارث خرج غازيا وخلف مالكا فى أهله وماله وولده فلما رجع رأى مالكا مجهودا (٦) قال : ما أصابك (٧)؟ قال : لم يكن عندي شيء ولم يحل لي أكل مالك ، ثم قال ـ سبحانه ـ : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً) وذلك أنهم كانوا يأكلون على حدة ولا يأكلون جميعا ، يرون أن أكله ذنب (٨) يقول
__________________
(١) سورة النساء : ٢٩.
(٢) فى أ : لا يطيق يأكل ، ز : لا يطيق أن يأكل.
(٣) فى أ : إلى آخر الآية ، وفى ز نص الآية كاملا.
(٤) فى أ ، ز : «ملك» لكن ذكرت بعد ذلك فى ز «مالك».
(٥) فى أ : كان ، ز : وكان.
(٦) فى ، ل ، ز : مجهودا ، أقول والمعنى ضعيفا مهزولا.
(٧) كذا فى أ ، ز ـ والأنسب قال له : ما أصابك؟
(٨) فى ل : ذنب ، وفى أ : حلف ولعله محرف عن حلف. والجملة ساقطة من ز.