السهمي هوى شيئا فعبده (أَفَأَنْتَ) يا محمد (تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً) ـ ٤٣ ـ يعنى مسيطرا يقول تريد أن تبدل المشيئة (١) إلى الهدى والضلالة (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ) «إلى الهدى» (٢) (أَوْ يَعْقِلُونَ) الهدى ثم شبههم (٣) بالبهائم ، فقال ـ سبحانه ـ : (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ) فى الأكل والشرب لا يلتفتون إلى الآخرة (بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) ـ ٤٤ ـ [٤٦ أ] يقول بل هم اخطأ طريقا (٤) من البهائم لأنها تعرف ربها وتذكرة ، وكفار مكة (٥) لا يعرفون ربهم فيوحدونه (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس (وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً) يقول ـ تبارك وتعالى ـ لو شاء لجعل الظل دائما لا يزول إلى يوم القيامة (ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ) يعنى على الظل (دَلِيلاً) ـ ٤٥ ـ تتلوه الشمس فتدفعه حتى تأتى على الظل كله (ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا) يعنى الظل (قَبْضاً يَسِيراً) ـ ٤٦ ـ يعنى خفيفا (٦) (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً) يعنى سكنا (وَالنَّوْمَ سُباتاً) يعنى الإنسان مسبوتا لا يعقل كأنه ميت (وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً) ـ ٤٧ ـ ينتشرون فيه لابتغاء الرزق (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً) يعنى يبشر السحاب بالمطر (٧) (بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) يعنى قدام المطر (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ
__________________
(١) فى أ : المشية ، ز : المشية.
(٢) «إلى الهدى» : ساقط من ز.
(٣) فى أ : ثم نسبهم ، ز : فشبههم.
(٤) من ز ، وهي مضطربة فى ا.
(٥) من أ ، وفى ز : وأهل مكة كفارهم.
(٦) فى أ : خفيا.
(٧) من ل ، ز. وفى أ : «وهو الذي أرسل الرياح نشرا» يعنى تنشر السحاب للمطر ، وفى القرطبي : ٤٨٢ «وهو الذي أرسل الرياح نشرا» ناشرات للسحاب جمع نشور ، وقرأ ابن عامر بالسكون على التخفيف ، وحمزة والكسائي به وبفتح النون على أنه مصدر وصف به ، وعاصم «بشرا» تخفيف بشر جمع بشير بمعنى مبشر (بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) يعنى قدام المطر.