والحصب لعبرة لهذه الأمة ، ثم قال ـ تعالى ـ : (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) ـ ١٧٤ ـ لو كان أكثرهم مؤمنين لم يعذبوا فى الدنيا (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ) فى نقمته (الرَّحِيمُ) ـ ١٧٥ ـ بالمؤمنين ، وذلك قوله ـ تعالى ـ «ولقد أنذرهم بطشتنا (١) ...» يعنى عذابنا.
(كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ) يعنى غيطة الشجر كان أكثر الشجر الدوم وهو المقل (الْمُرْسَلِينَ) ـ ١٧٦ ـ يعنى كذبوا شعيبا ـ عليهالسلام ـ وحده وشعيب بن نويب بن مدين بن إبراهيم ـ خليل الرحمن (إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ) ولم يكن شعيب من نسبهم ، فلذلك لم يقل ـ عزوجل ـ أخوهم شعيب وقد كان أرسل إلى أمة غيرهم أيضا إلى ولد مدين ، وشعيب من نسلهم فمن ثم قال فى هذه السورة (إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ) ولم يقل أخوهم لأنه ليس من نسلهم : (أَلا تَتَّقُونَ) ـ ١٧٧ ـ يقول ألا تخشون الله ـ عزوجل ـ؟ (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) ـ ١٧٨ ـ (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) ـ ١٧٩ ـ فيما آمركم به من النصيحة (وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) يعنى على الإيمان (مِنْ أَجْرٍ) يعنى من جعل (إِنْ أَجْرِيَ) يعنى ما جزائي (إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ) ـ ١٨٠ ـ (أَوْفُوا الْكَيْلَ) ولا تنقصوه (وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ) ـ ١٨١ ـ يعنى من المنقصين للكيل (وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ) ـ ١٨٢ ـ يعنى بالميزان المستقيم والميزان بلغة الروم القسطاس (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ) يقول ولا تنقصوا الناس حقوقهم فى الكيل والميزان (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ) يعنى ولا تسعوا فى الأرض (مُفْسِدِينَ) ـ ١٨٣ ـ بالمعاصي (وَاتَّقُوا) يقول واخشوا أن يعذبكم فى الدنيا (الَّذِي خَلَقَكُمْ وَ) خلق (الْجِبِلَّةَ) يعنى الخليفة (الْأَوَّلِينَ) ـ ١٨٤ ـ يعنى
__________________
(١) سورة القمر : ٣٦.