ـ تعالى ـ : (بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) ـ ٦٠ ـ يعنى يشركون يعنى كفار مكة ، ثم قال ـ سبحانه ـ : (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً) يعنى مستقرا لا تميد بأهلها (وَجَعَلَ خِلالَها) يعنى فجر نواحي الأرض (أَنْهاراً) فهي تطرد (١) (وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ) يعنى الجبال ، فتثبت (٢) بها الأرض لئلا تزول [٦١ ب] بمن على ظهرها (وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ) الماء المالح والماء العذب (حاجِزاً) حجز الله ـ عزوجل ـ بينهما بأمره فلا يختلطان (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ) يعينه على صنعه ـ عزوجل ـ (بَلْ أَكْثَرُهُمْ) يعنى لكن أكثرهم يعنى أهل مكة (لا يَعْلَمُونَ) ـ ٦١ ـ بتوحيد ربهم (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) يعنى الضر (وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ) يعينه على صنعه (قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) ـ ٦٢ ـ يقول ما أقل «ما تذكرون» (٣) (أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ) يقول أم من يرشدكم فى أهوال (الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) يقول يبسط السحاب قدام المطر ، كقوله فى «عسق» : (وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ) (٤) يعنى ويبسط رحمته بالمطر (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ) يعينه على صنعه ـ عزوجل ـ ثم قال : (تَعالَى اللهُ) يعنى ارتفع الله يعظم نفسه ـ جل جلاله ـ (عَمَّا يُشْرِكُونَ) ـ ٦٣ ـ به من الالهة ، ثم قال ـ تعالى ـ : (أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) يقول من بدأ الخلق فخلقهم ولم يكونوا شيئا ثم بعيده فى الآخرة (وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ) يعنى
__________________
(١) كذا فى أ ، ز.
(٢) كذا فى أ ، ف.
(٣) فى أ : ما يذكرون ، وفى ز : ما تذكرون.
(٤) سورة الشورى : ٢٨.