إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي) يعنى بالساعة (وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً) أنها باطل (أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ـ ٨٤ ـ (وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ) يعنى ونزل العذاب بهم (بِما ظَلَمُوا) يعنى بما أشركوا (فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ) ـ ٨٥ ـ يعنى لا يتكلمون فيها ، ثم وعظ كفار مكة ليعتبروا فى صنعه فيوحدوه ـ عزوجل ـ فقال ـ تعالى ـ : (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ) يقول إن فيهما لعبرة (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ـ ٨٦ ـ يعنى لقوم يصدقون بتوحيد الله ـ عزوجل ـ (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ) يقول فمات (مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) من شدة الخوف والفزع (إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) يعنى جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ـ عليهمالسلام (وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ) ـ ٨٧ ـ يعنى وكل البر والفاجر أتوه فى الآخرة صاغرين (وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً) يعنى تحسبها مكانها (وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ) فتستوي فى الأرض (صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ) يعنى الذي أحكم (كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ) ـ ٨٨ ـ يعنى إنه خبير بما فعلتم ، نظيرها فى الروم (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ) فى الآخرة يعنى بلا إله إلا الله (فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) فيها تقديم يقول له منها خير (وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) (١) ـ ٨٩ ـ.
حدثني الهذيل ، عن مقاتل ، عن ثابت البناني ، عن كعب عجرة ، عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى قوله ـ عزوجل ـ «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ ...» ، «مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ ...» ، قال هذه تنجى وهذه تردى.
(وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ) يعنى بالشرك (فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) ثم تقول لهم خزنة جهنم (هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ـ ٩٠ ـ من الشرك (إِنَّما
__________________
(١) ما بين القوسين «...» ساقطة من أ ، ل ، ز.