ثم ضرب لكفار مكة مثلا ، فقال ـ سبحانه ـ : (إِنَّكَ) (١) يا محمد (لا تُسْمِعُ الْمَوْتى) فى النداء فشبه كفار مكة بالأموات كما لا يسمع الميت النداء كذلك لا تسمع الكفار النداء «ولا تفقهه» (٢) (وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) ـ ٨٠ ـ يقول إن الأصم إذا ولى مدبرا ثم ناديته لم يسمع الدعاء وكذلك الكافر لا يسمع الإيمان إذا دعى إليه ، ثم قال ـ عزوجل ـ للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ) إلى الإيمان (عَنْ ضَلالَتِهِمْ) يعنى عن كفرهم (إِنْ تُسْمِعُ) يقول ما تسمع الإيمان (إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا) إلا من يصدق بالقرآن أنه من الله ـ عزوجل ـ (فَهُمْ مُسْلِمُونَ) ـ ٨١ ـ يقول فهم مخلصون بتوحيد الله ـ عزوجل ـ (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ) يقول إذا نزل العذاب بهم (أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ) تخرج من الصفا الذي بمكة (تُكَلِّمُهُمْ) بالعربية تقول (أَنَّ النَّاسَ) يعنى كفار مكة (كانُوا بِآياتِنا) يعنى بخروج الدابة (لا يُوقِنُونَ) ـ ٨٢ ـ هذا قول الدابة للناس إن الناس بخروجي لا يوقنون لأن خروجها آية من آيات الله ـ عزوجل ـ [٦٢ ب] فإذا «رآها» (٣) الناس كلهم عادت إلى مكانها من حيث خرجت لها أربع قوائم وزغب وريش ولها جناحان واسمها «أفضى» (٤) «فإذا خرجت بلغ رأسها السحاب» (٥) (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) يعنى زمرا (مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) ـ ٨٣ ـ يعنى فهم يساقون إلى النار(حَتَّى
__________________
(١) فى أ : فإنك.
(٢) فى أ : ولا تفقه ، وفى ز : ولا تفقهه.
(٣) فى أ : وأو ، وفى ف : رأوها ، وفى ز : رآها.
(٤) كذا فى أ ، ز.
(٥) من ز ، وفى أ : لا يخرج منها إلا رأسها فبلغ رأسها السحاب.