بتوحيد الله ـ عزوجل ـ (وَما كُنْتَ) يا محمد (بِجانِبِ) يعنى بناحية كقوله ـ عزوجل ـ : (... جانِبَ الْبَرِّ ...) (١) يعنى ناحية البر (الْغَرْبِيِ) بالأرض المقدسة (٢) ، «والغربي» يعنى غربي الجبل حيث تغرب الشمس (إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ) [٦٦ ب] يقول إذ عهدنا إلى موسى الرسالة إلى فرعون وقومه (وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ) ـ ٤٤ ـ لذلك الأمر (وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً) يعنى خلفنا قرونا (فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَما كُنْتَ ثاوِياً) يعنى شاهدا (فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا) يعنى تشهد مدين فتقرأ على أهل مكة أمرهم (وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) ـ ٤٥ ـ يعنى أرسلناك إلى أهل مكة لتخبرهم بأمر مدين (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ) يعنى بناحية من الجبل الذي كلم الله ـ عزوجل ـ عليه موسى ـ عليهالسلام ـ (إِذْ نادَيْنا) يعنى إذ كلمنا موسى وآتيناه التوراة (وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) يقول ولكن القرآن رحمة يعنى نعمة من ربك النبوة اختصصت بها ، إذ أوحينا إليك أمرهم لتعرف كفار نبوتك ، فذلك قوله : (لِتُنْذِرَ قَوْماً) يعنى أهل مكة بالقرآن (ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ) يعنى رسولا (مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ) يعنى لكي (يَتَذَكَّرُونَ) ـ ٤٦ ـ فيؤمنوا (وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ) يعنى العذاب فى الدنيا (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) من المعاصي يعنى كفار مكة (فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ) يعنى القرآن (وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ـ ٤٧ ـ يعنى المصدقين فيها تقديم يقول لو لا أن يقولوا ربنا لو لا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين لأصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم (فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُ) يعنى
__________________
(١) سورة الإسراء : ٦٨.
(٢) فى الأصل : بأرض المقدسة.