(وَواعَدْناكُمْ (١) جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ) «(٢)» يعنى حين سار موسى مع السبعين عن يمين الجبل فأعطى التوراة (وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى) ـ ٨٠ ـ فى التيه أما المن فالترنجبين كان بين أعينهم بالليل على شجرهم أبيض كأنه الثلج حلو مثل العسل فيغدون عليه فيأخذون منه ما يكفيهم يومهم ذلك ولا يرفعون منه لغد ويأخذون يوم الجمعة ليومين لأن السبت كان عندهم لا يسيحون (٣) فيه ولا يعملون فيه هذا لهم وهم فى التيه مع موسى ـ عليهالسلام ـ وتنبت ثيابهم مع أولادهم ، أما الرجال فكانت ثيابهم لا تبلى ولا تخرق ولا تدنس ، وأما السلوى وهو [٦ أ] الطير وذلك أن بنى إسرائيل سألوا موسى اللحم وهم فى التيه فسأل موسى ـ عليهالسلام ـ ربه ـ عزوجل ـ ذلك ، فقال الله : لأطعمنهم أقل الطير لحما فبعث الله ـ سبحانه ـ سحابا (٤) فأمطرت (٥) سمانا ـ وجمعتهم الريح الجنوب ـ وهي (٦) طير حمر تكون فى طريق مصر ، فمطرت قدر ميل فى عرض الأرض وقدر طول رمح فى السماء يقول الله ـ تعالى ـ ذكره (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) يعنى بالطيبات الحلال من الرزق (وَلا تَطْغَوْا فِيهِ) يقول ولا تعصوا فى الرزق ، يعنى فيما رزقناكم من المن والسلوى فترفعوا منه لغد وكان الله ـ سبحانه ـ قد نهاهم أن يرفعوا منه لغد فعصوا الله ـ عزوجل ـ ورفعوا منه وقددوا فتدود ونتن ولو لا صنيع بنى إسرائيل لم يتغير الطعام أبدا ،
__________________
(١ ، ٢) فى أ : ووعدناكم.
(٣) من أ ، وفى ل : لا يسحمون.
(٤) سحابا : من ل ، وليست فى أ.
(٥) فى الأصل : فمطرت.
(٦) كذلك فى أ ، ل. والضمير عائد على السمان.