(يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ) يعنى مثل ما أعطى (قارُونُ) من الأموال (إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) ـ ٧٩ ـ يقول إنه لذو نصيب وافر فى الدنيا (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) بما وعد الله فى الآخرة للذين تمنوا مثل مما أعطى قارون (وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ) يعنى لمن صدق بتوحيد الله ـ عزوجل ـ (وَعَمِلَ صالِحاً) خير مما أوتى قارون فى الدنيا (وَلا يُلَقَّاها) يعنى الأعمال الصالحة يعنى ولا يؤتاها (إِلَّا الصَّابِرُونَ) ـ ٨٠ ـ (فَخَسَفْنا بِهِ) يعنى بقارون ، وذلك أن الله ـ عزوجل ـ أمر الأرض أن تطيع موسى ـ عليهالسلام ـ فأمر موسى الأرض أن تأخذ قارون فأخذته إلى قدميه فدعا قارون موسى وذكره الرحم ، فأمرها موسى أن تأخذه ، فأخذته إلى عنقه ثم دعا قارون موسى وذكره الرحم ، فأمرها موسى ـ عليهالسلام ـ أن تبتلعه [٦٩ ب] فهو يتجلجل فى الأرض كل يوم قامة رجل إلى يوم القيامة (١) ، فقالت بنو إسرائيل : إن موسى إنما أهلك قارون حتى يأخذ ماله وداره فخسف الله ـ عزوجل ـ بعد قارون بثلاثة أيام ـ بداره وماله الصامت فانقطع الكلام ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ : «فخسفنا به» يعنى بقارون (وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ) يقول الله ـ عزوجل ـ لم يكن لقارون جند يمنعونه من الله ـ عزوجل ـ (وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ) ـ ٨١ ـ يقول وما كان قارون من الممتنعين مما نزل به من الخسف (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ) بعد ما خسف به (يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ) يعنى لكن الله (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ) يعنى يوسع الرزق على من يشاء ويقتر
__________________
(١) كذا فى أ ، ز.