وكفروا بالبعث (أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي) يعنى من جنتي (وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) ـ ٢٣ ـ يعنى وجيعا. ثم ذكر إبراهيم ـ عليهالسلام ـ فى التقديم (١) قال : (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ) يعنى قوم إبراهيم ـ عليهالسلام ـ حين دعاهم إلى الله ـ عزوجل ـ ونهاهم عن عبادة الأصنام (إِلَّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ) بالنار فقذفوه فى النار (فَأَنْجاهُ اللهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ) يعنى ـ عزوجل ـ إن فى النار التي لم تحرق إبراهيم ـ عليهالسلام ـ لعبرة (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ـ ٢٤ ـ يعنى يصدقون بتوحيد الله ـ عزوجل ـ (وَقالَ) لهم إبراهيم ـ عليهالسلام ـ : (إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ) الأوثان آلهة (مِنْ دُونِ اللهِ) ـ عزوجل ـ [٧٢ ب] (أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) (٢) يعنى بين الأتباع والقادة مودة على عبادة الأصنام (ثُمَ) إذا كان (يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ) يقول تتبرأ القادة من الأتباع (وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) يقول ويلعن الأتباع القادة من الأمم الخالية وهذه الأمة ، ثم قال لهم إبراهيم ـ عليهالسلام ـ : (وَمَأْواكُمُ النَّارُ) يعنى مصيركم إلى النار (وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ) ـ ٢٥ ـ يعنى مانعين من العذاب يمنعونكم منه (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ) يعنى فصدق بإبراهيم لوط ـ عليهماالسلام ـ وهو أول من صدق بإبراهيم حين رأى إبراهيم لم تضره النار (٣) (وَقالَ) إبراهيم ـ عليهالسلام ـ : (إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي) يعنى هجر قومه المشركين من أرض كوثا هو ولوط وسارة أخت لوط ـ عليهمالسلام ـ إلى الأرض المقدسة «إلى ربى» يعنى إلى رضا
__________________
(١) فى التقديم : أى الذي تقدم ذكره.
(٢) فى أ ، ز : «مودة فى الحياة الدنيا بينكم» ، وفى حاشية أالآية (مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)
(٣) كذا فى أ ، ز. والأنسب حين رأى النار لم تضر إبراهيم.