عذابهم ، فقالت الرسل : (إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ) ثم استثنى امرأته ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) ـ ٣٣ ـ يعنى من الباقين فى العذاب ، فهلك قوم لوط ، ثم أهلكت بعد ، بحجر أصابها فقتلها (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً) يعنى عذابا (مِنَ السَّماءِ) على قرى لوط يعنى الخسف والحصب (بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) ـ ٣٤ ـ يعنى يعصون (وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً) يعنى من قرية لوط آية (بَيِّنَةً) يعنى علامة واضحة ، يعنى هلاكهم (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) ـ ٣٥ ـ بتوحيد الله ـ عزوجل ـ كانت قرية لوط بين المدينة والشام ، وولد للوط بعد هلاك قومه ابنتان وكان له ابنتان قبل هلاكهم (١). ثم مات لوط وكان أولاده مؤمنين من بعده.
(وَ) أرسلنا (إِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً) بن نويب بن مدين ابن إبراهيم خليل الرحمن ـ جل جلاله ـ لصلبه (فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ) يعنى وحدوا الله (وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ) يعنى واخشوا البعث الذي فيه جزاء الأعمال (وَلا تَعْثَوْا) يعنى ولا تسعوا (فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) ـ ٣٦ ـ يعنى بالمعاصي فى نقصان الكيل والميزان وهو الفساد فى الأرض (فَكَذَّبُوهُ) بالعذاب حين أوعدهم أنه نازل بهم فى الدنيا (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ) يعنى ـ عزوجل ـ فى محلتهم وعسكرهم (جاثِمِينَ) ـ ٣٧ ـ أمواتا خامدين مثل النار إذا أطفئت ، بينما هي تقد إذا هي طفئت ، فشبه أرواحهم فى أجسادهم وهم أحياء مثل النار إذا تقد «ثم شبه هلاكهم بالنار» (٢) إذا طفئت ، [٧٣ ب] بينما هم أحياء إذ صاح بهم جبريل
__________________
(١) من ز ، وفى أ : خطأ.
(٢) ما بين الأقواس «...» ، زيادة اقتضاها السياق.