فلا يوحدون كما يوحدونه ـ عزوجل ـ فى البحر (لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ) يعنى لئلا يكفروا بما أعطيناهم فى البحر من العافية حين سلمهم الله ـ عزوجل ـ من البلاء وأنجاهم من اليم (وَلِيَتَمَتَّعُوا) (١) إلى منتهى آجالهم (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) ـ ٦٦ ـ هذا وعيد (أَوَلَمْ يَرَوْا) يعنى كفار مكة يعظهم ليعتبروا (أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) فيقتلون ويسبون فادفع عنهم وهم يأكلون رزقي ويعبدون غيرى فلست أسلط عليهم عدوهم إذا أسلموا نزلت فى الحارث بن نوفل القرشي ، نظيرها فى «طسم» القصص (٢) ، ثم بين لهم ما يعبدون فقال ـ سبحانه ـ : (أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ)؟ يعنى أفبالشيطان يصدقون أن لله ـ تعالى ـ شريكا (وَبِنِعْمَةِ اللهِ) الذي أطعمهم من جوع ، وآمنهم من خوف (يَكْفُرُونَ) ـ ٦٧ ـ فلا يؤمنون برب هذه النعمة فيوحدونه ـ عزوجل ـ ، ثم قال ـ تعالى ذكره ـ : (وَمَنْ أَظْلَمُ) يقول فلا أحد أظلم (مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِ) يعنى بالتوحيد (لَمَّا جاءَهُ) يعنى حين جاءه ، ثم قال ـ تعالى ـ : (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ) يقول أما لهذا المكذب بالتوحيد فى جهنم (مَثْوىً) يعنى مأوى (لِلْكافِرِينَ) ـ ٦٨ ـ بالتوحيد (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا) يعنى عملوا بالخير لله ـ عزوجل ـ ، مثلها فى
__________________
(١) فى أ ، ز : «ولكي يتمتعوا».
(٢) يشير إلى الآية ٥٧ من سورة القصص وهي (وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ»).