ـ جل جلاله ـ (هُوَ الْحَقُ) وغير باطل يدل على توحيده بصنعه ، ثم قال ـ تعالى ـ : (وَأَنَّ ما يَدْعُونَ) يعنى يعبدون (مِنْ دُونِهِ) من الآلهة هو (الْباطِلُ) لا تنفعكم عبادتهم وليس بشيء ثم عظم نفسه ـ عزوجل ـ فقال سبحانه : (وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُ) يعنى الرفيع فوق خلقه (الْكَبِيرُ) ـ ٣٠ ـ فلا أعظم منه ، ثم ذكر توحيده وصنعه فقال ـ سبحانه ـ : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ) السفن (تَجْرِي فِي الْبَحْرِ) بالرياح (بِنِعْمَتِ اللهِ) يعنى برحمة الله ـ عزوجل ـ (لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ) يعنى من علاماته وأنتم فيهن يعنى ما ترون من صنعه وعجائبه فى البحر والابتغاء فيه الرزق والحلي (إِنَّ فِي ذلِكَ) الذي ترون فى البحر (لَآياتٍ) يعنى لعبرة (لِكُلِّ صَبَّارٍ) على أمر الله ـ عزوجل ـ عند البلاء فى البحر (شَكُورٍ) ـ ٣١ ـ لله ـ تعالى ـ فى نعمه حين أنجاه من أهوال البحر ، ثم قال ـ عزوجل ـ : (وَإِذا غَشِيَهُمْ) فى البحر (مَوْجٌ كَالظُّلَلِ) يعنى كالجبال (دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ) يعنى موحدين له (الدِّينَ) يقول التوحيد (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ) من البحر (إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) يعنى عدل فى وفاء العهد فى البر فيما عاهد الله ـ عزوجل ـ عليه فى البحر من التوحيد «يعنى» (١) المؤمن ، ثم ذكر المشرك الذي وحد الله فى البحر حين دعاه مخلصا ثم ترك التوحيد فى البر ونقض العهد ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ (وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا) يعنى ترك العهد (إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ) يعنى غدار بالعهد (كَفُورٍ) ـ ٣٢ ـ لله ـ عزوجل ـ فى نعمه فى تركه التوحيد فى البر ، (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ) يقول ـ الله تعالى ـ وحدوا ربكم (وَاخْشَوْا يَوْماً) يخوفهم يوم القيامة (لا يَجْزِي) يعنى لا يغنى (والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ) شيئا من المنفعة يعنى الكفار (وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ)
__________________
(١) «يعنى» : ساقطة من ا ، وهي من ز